الاثنين، 27 أكتوبر 2014

الغيب المشاهد


بسم الله الرّحمن الرّحيم
غيب مشاهد في التكوين، وهي سر حياتنا، وبدونها نكون كالحجر أو التراب؛ ألا وهي الروح المتصرفة بكل ذرات جسدنا بأمر الله ـ عزَّ وجلَّ ـ وهي بسيطة غير مركبة "أي: ليس لها عناصر تكوين"؛ لأنها لطيفة ربانية، وهي واحدة من أمر الله تعالى، وهي حاضرة معك بكل وجودك وإنابتك؛ فكيف باللطيف الذي خلقها المتصرف بكل لحظات وجودها، وهو أقرب إلينا منها، كما قال تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ }.
       فاللطيفة سر حياتنا، ولا نراها، فكيف باللطيف خالقها القائل: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }.
       فبين اللطيفة بالأمر، واللطيف بالعبادة والحب، هي حياتنا الكاملة بالله  ـ عزَّ وجل ـ وكيف نغيب عن الله بالإنابة والحضور والذكر بالله ـ جلَّ وعلا، وهو معنا، وأقرب من روحنا في نفوسنا ووجودنا في دنيانا وآخرتنا.
اللّهم أدركنا بلطفك الخفي يا لطيف يا واسع يا عليم، يا الله، آمين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق