الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

العضو والحيرة

"العضو والحيرة"
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله وكفى، {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}.
أمّا بعد: فقال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وسلّم: «كُلُّ سُلاَمَي مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَة» والسُلامي هو العضو، والإنسان فيه ثلاثمائة وستون عضواً، وإنَّ العضو الواحد منه يحيّر صاحب الاختصاص العظيم، وهو بادئ فيه، كما قال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}، ولننظر إلى المختصين الكبار بطب جراحة العين مثلاً، ففي كل رمشة عين تتصل عشرة آلاف خلية ضوئية، والعلم اليوم ببداية الشبكية أو النشمية، فمن يعلم ويحرك ويضيء هذه العناصر العجيبة، والعلم بإحاطتها، وبجزء لحظاتها؛ غير خالقها ـ جلَّ جلاله؟، فكيف بأعضاء الجسد كله!!، كما قال ـ جلَّ مجده: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}.
أيها الإخوة والسادة: فكيف بأجزاء وعناصر الكون كلّه التي لا يعلم مداها إلا خالقها، القائل: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} والقائل: {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} والقائل: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} والقائل: {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}، فتنبهوا وتأملوا فهي نظرة باعتبار {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق