الاثنين، 27 أكتوبر 2014

حـــــزب البــحر

حزب البحر لسيدى أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه
وهذا الحزب لا يقرأه القارىء إلا للتعبد والتبرك ودفع الشرور وجلب الخيرات المشروعة أو للحفظ من أعداء اللـه أو القواطع التى تقطعه عن اللـه وفى كل الأحوال لا يحق له أن يقرأه على مسلم. أما إن فعل فإنه يرتد ضرره عليه قال تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا" [الإسراء : 82].

حـــــزب البــحر
بسم الله الرحمن الرحيم

(بسم الله مجريها ومرساها إن ربى لغفور رحيم)
((وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه. سبحانه وتعالى عما يشركون)
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وسلم.
يا الله يا على يا عظيم/ يا حليم يا عليم / أنت ربى وعلمك حسبى / فنعم الرب ربى / ونعم الحسب حسبى / تنصر من تشاء وأنت العزيز الرحيم / نسألك العصمة فى الحركات والسكنات / والكلمات والإرادات والخطرات / من الشكوك والظنون والأوهام الساتراتِ للقلوبِ عن مطالعةِ الغيوب/ فقد ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا. وإذ يقولُ المنافقون والذين فى قلوبهم مرضٌ ما وعدنا اللهُ ورسولُهُ إلا غرورا. فثبتنا وانصرنا وسخر لنا هذا البحر كما سخرت البحر لموسى / وسخرت النار لإبراهيم / وسخرت الجبال والحديد لداود / وسخرت الريح والشياطينَ والجنَّ لسليمان/ وسخر لنا كلَّ بحرٍ هو لكَ فى الأرضِ والسماءِ والملكِ والملكوتِ /وبحرَ الدنيا وبحرَ الآخرة / وسخر لنا كلَّ شئٍ يا من بيدِهِ ملكوتُ كلِّ شئ / [كهيعص] "ثلاثاً" / انصرنا فإنك خير الناصرين / وافتح لنا فإنك خير الفاتحين / واغفر لنا فإنك خير الغافرين / وارحمنا فإنك خير الراحمين / وارزقنا فإنك خير الرازقين / واهدنا ونجنا من القومِ الظالمين / وهب لنا ريحاً طيبةً كما هىَ فى علمِكَ وانشرها علينا من خزائنِ رحمتِك واحملنا بها حملَ الكرامةِ مع السلامةِ والعافيةِ فى الدينِ والدنيا والآخرة إنكَ على كلِّ شئٍ قدير / اللهمَّ يسر لنا أمورنا مع الراحةِ لقلوبِنا و أبداننا والسلامةِ والعافيةِ فى دينِنا ودنيانا وكن لنا صاحباً فى سفرِنا وخليفةً فى أهلِنا واطمس على وجوهِ أعدائِنا وامسخهم على مكانتهم فلا يستطيعونَ المُضىَ ولا المجيءَ إلينا/ ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون. ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضياً ولا يرجعون./ يــــس. والقرآن الحكيم. إنك لمن المرسلين. على صراطٍ مستقيم. تنزيل العزيز الرحيم. لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون. لقد حق القولُ على أكثرهم فهم لا يؤمنون. إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالاً فهى إلى الأذقان فهم مقمحون. وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون
.

/((شاهتِ الوجوه) ("ثلاثاً"*
 / وعنتِ الوجوهُ للحىِّ القيومِ وقد خابَ من حملَ ظُلما / طس حم عسق. مرجَ البحرينِ يلتقيانِ بينهما برزخٌ لا يبغيان/ [حم] "سبعاً" حُمَّ الأمرُ وجاء النصرُ فعلينا لا يُنصرون/ حم. تنزيلُ الكتابِ من اللهِ العزيزِ العليم. غافرِ الذنبِ وقابلِ التوبِ شديدِ العقابِ ذى الطولِ لا إله إلا هوَ إليهِ المصير.
بسمِ اللهِ بابُنا. تباركَ حيطانُنا. يس سقفُنا. كهيعص كفايتنا. حمعسق حمايتُنا. (فسيكفيكهمُ اللهُ وهوَ السميعُ العليم) "ثلاثاً"] "
(سترً العرشِ مسبولٌ علينا وعينٌ اللهِ ناظرةٌ إلينا. بحولِ اللهِ لا يُقدرُ علينا. واللهُ من ورائهم محيطٌ. بل هوَ قرآنٌ مجيدٌ. فى لوحٍ محفوظ.) "ثلاثاً"
(فاللهُ خيرٌ حافظاً وهوَ أرحمُ الراحمين) "ثلاثاً"
(إن وليىَ اللهُ الذى نزلَ الكتابَ وهوَ يتولى الصالحين) "ثلاثاً"
(حسبىَ اللهُ لا إلهَ إلا هوَ عليهِ توكلتُ وهو ربُّ العرشِ العظيم) "ثلاثاً"
(لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العلىِّ العظيم) "ثلاثاً"
(باسم اللهِ الذى لا يضرُ مع اسمِهِ شئٌ فى الأرضِ ولا فى السماءِ وهو السميعً العليم) "ثلاثاً"
(أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامّاتِ من شرِ ما خلق) "ثلاثاً"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح حزب البحر
فالعلي : هو الذي يصغر عند ذكر وصفه كل شيء سواه .
والعظيم : هو الذي لا نسبة لاحد معه في علو شانه , وجلالة قدره , ذاتا , وصفة , واسماء , وافعالا .
ثم , هو العلي في عظمته فوق كل عظمة لغيره , والعظيم في علوه عن كل علو لا يليق بذاته .
والاسمان متدخلان , يسري معنى كل منهما في الآخر بارتفاع الوصف إلى غاية ما يراد به .
والحليم : هو الذي لا يدعوه الغضب لتعجيل العقوبة على من عصاه , فيمهل العاصي وان كان لا يهمله , ثم إذا ترك العقوبة فهو غفور رحيم .
والعليم : هو المحيط حلمه بالكائنات ,. وغيرها , إحاطة لا يدخلها قصور , ولا شرط , فهو يعلم ذنوب عباده ولايعاجلهم بالعقوبةحلما منه , وذلك من عظمته وعلو شانه الذي ظهر به البحر , وجرى به التصرف فيه .
وكان هذا من باب التعريض بذكر الأسماء المناسبة للحالة , لان البحر مخلوق عظيم , علي في شانه , وقد ظهر فيه من عظمة الله وعلو شانه ما ذلله للخلق , وسخره لهم , حتى أكلوا منه لحما طريا , واستخرجوا منه حلية يلبسونها , واجرى فيه الفلك بما شاء من قدرته , فلم يبق لعلوه ولا لعظمته نسبة إلا الدلالة على عظمة مسخره وعلو شانه .
ثم ان البحر يركبه العاصي والمطيع , فلم يسلطه عليهم حلما منه ولطفا لا , مع علمه بجرمهم فيه , بل إذا تأملت وجدت القائمين فيه , والمترددين له اشد الناس عصيانا , وأكثرهم تمردا , حتى يتحقق ان السير فيه بفضل الله ورحمته , وان الأسباب لا اثر لها في البحر .
فالبحر دال على عظمة الله بذاته وصفاته , وعل علمه بأفعال الخلق فيه ,. وكل ذلك من علو شانه تعالى في ذاته , وصفاته , وافعاله , اذ لا اعظم من حلم مع علم , ولا أقوى من عظمة في علو شان .
وقد قيل إن هذه الجملة هي اسم الله الأعظم , ورجحه ابن عبد البر , وهو مقتضى الأصل في الأولين , ومرجع الفروع في الآخرين .
وقيل لبعض الناس في المنام : كل اسم سرى معناه في الأسماء فهو الأعظموذلك في الأسماء الحسنى بسبعة او ثمانية منها العظيم , وليس منها الرحمن .
قلت : وعلى ذلك الأحاديث , إذ لا يوجد ما جاء فيه انه الاسم الأعظم إلا كذلك , مع اختلاف الألفاظ وتعدد الأسماء والأوصاف , مرة بالبسط والجمع , ومرة بالأفراد والتركيب , فافهم .
فاسمه تعالى ( العلي العظيم ) سار بيَن في اسمه ( العليم ) و ( الحليم ) لانه علا في حلمه وعلمه , وعظيم في ذلك كله , ولاجل سريانها في كل معنى تعلق بالذات والصفات والأفعال , جعلا خاتمة آية الكرسي التي افتتحها بأسماء الذات , ثم جوامع الصفات , ثم ما يجري في الأفعال وتجري به , فافهم .
ثم من علم انه العلي العظيم لزم التعظيم والإجلال قلبه , وانطبعت به روحه , وانبسط به سره , فلم يبق له عن نفسه إخبار , ولا يقر له مع غير الله قرار , ومن علم انه عليم , حليم به , راجيا إحسانه , ومحسنا الظن به في جميع الأحوال فلم يبقى للبحر ولا لغيره في عينه نسبة , شغفا بمولاه , وفناء فيه دون ما سواه فيقول بكل جارحة فيه :
-- آنت ربي , الذي لا رب غيره ## ولا يصح , أن يكون لي رب غيره
لكمال وصفه في عظمته , وعلو شانه , فلا أبالي بغيره , ولا أتوجه لسواه , ولا أرجو النفع واخشى الضر من غيره .
والرب : المالك الذي يرعى عباده بإحسانه فلا ملك غيره , ولا مدبر سواه .
فكلمة الشيخ - آنت ربي - تبر من التعلق بسواه .
وقول الشيخ : (علمك حسبي ) : اكتفاء بعلم الله ومن لازم ذلك التفويض إليه فيما هو به , والنظر لما عنده بلا سبب من نفسه .
ومعنى ( حسبي ) : يكفيني فيما آنا فيه , وهو في هذا الكلام متأسيا بخليل الله - إبراهيم عليه السلام - حين زُج به في المنجنيق , فتلقاه جبريل قائلا : آلك حاجة ؟ , قال : آما إليك فلا , واما إلى ربي فبلى , قال : أذن فأساله ؟
قال : " حسبي من سؤالي علمه بحالي " .
وهو طريق العارفين عند تعذر الأسباب , اعني الرجوع للعلم بالاستسلام , وترك الطلب , بخلاف حال قبول المحل للأسباب , فان العمل بها مطلوب , واعتبر هذا بأمر أم موسى بإلقائه في البحر , وإجابة الملائكة للوط عليه السلام , بقولها : (( انه جاء أمر ربك )) عند قوله لقومه : (( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد )) .
فهو صلوات الله عليه وسلامه , أراد مقابلتهم بالإسبال لو وجدها , فاجيب بنفوذ الآمر , وانه لا محل لها , ولذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (( يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد )) , على معنى أن ترحمه عليه إنما كان لظنه أن الأسباب بقى لها محل , لا يفهمه من لا حقيقة عنده , مما يؤدي إلى الضلال ونحوه , فافهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق