الجمعة، 31 أكتوبر 2014

الشيخ عبد الرؤوف الأسطواني

الشيخ عبد الرؤوف الأسطواني
1913- 1968م
هو عبد الرؤوف بن حمدي الأسطواني ..
ولد في دمشق سنة 1331هـ الموافق 1913 م لأسرة معروفة بالعلم و التقى و الصلاح .
درس في مدارس دمشق الابتدائية و الثانوية .. و حاز على شهادة الحقوق من الجامعة السورية عام 1936 م
التحق في سلك التعليم فترة وجيزة من الزمن .. غير أنه لم يلبث أن انتقل الى سلك القضاء حيث بدأ العمل كاتباً في محكمة بداية الحقوق عام 1938 م .
و لم يلبث أن عيّن قاضياً شرعياً و مازال ينتقل في المحافظات السورية إلى أن عيّن مستشاراً في محكمة التمييز بدمشق ثم تولى منصب القاضي الشرعي الأول (القاضي الممتاز) في محكمة دمشق .
درس العلوم الشرعية منذ نعومة أظفاره على عمه الشيخ محمد شكري الأسطواني المفتي العام الأسبق .. ثم استزاد على يد عدد من علماء دمشق الأعلام ما أهله لأن يكون من أوائل الأساتذة الذين درّسوا في كلية الشريعة بالجامعة السورية ..
ادعى مؤلف كتاب " تاريخ علماء دمشق " أنه تتلمذ على الشيخ ياسين قطب و لازمه إلى أخر عمره في حين أن مؤلف كتاب "الذعوة و الدعاة " قد نفى ذلك بناءاً على استفسار المؤلف لهذا الأمر من ابنة و زوجة المترجم ثم يوضح ذلك من خلال استفساره للشيخ محمد بشير الباني و الذي ذكر أنه أثناء طلب العلم تتلمذا هو و الشيخ عبد الرؤوف على الشيخ ياسين القطب في علم الفرائض و أن الصلة لم تكن كبيرة مع الشيخ ياسين رغم أن الفضل لا ينسى .

تعرف الشيخ عبد الرؤوف على الشيخ أمين كفتارو في ريعان شبابه عندما كان طالباً في الجامعة و سلك على يده الطريقة النقشبندية و بعد وفاته تتلمذ على خليفته الشيخ أحمد كفتارو و مازال مريداً صادقا لا يفارقه إلى أن وافته منيته .
كان لدراسته على شيخه أمين كفتارو لكتاب "بداية المجتهد" لابن رشد القرطبي و "الميزان " للإمام الشعراني أثر كبير في توسع أفقه المذهبي و اهتمامه بالفقه المقارن ذلك أنه أخذ من علم الشعراني و من روح شيخه العلمية التي تعتمد الحديث و تقارن المذاهب .
حظي بمراسلات عديدة من الشيخ أحمد كفتارو كانت على مستوى عالٍ - كما وصفها الشيخ بشير الباني - غير أنها فقدت جميعها بعد وفاته .
بلغ به صدقه و إخلاصه مع شيخه حداً أنه عندما زاره الشيخ أحمد كفتارو في حماة عندما كان قاضياً هناك لم يستطع النوم طوال الليل و بقي على أهبة الاستعداد انتظاراً لأمر ما قد يطرأ لشيخه أثناء الليل .
تميز بتواضعه و حبه لأحباب شيخه و تقديمه إياهم على نفسه مع تقدمه علماً و فضلاً فقد كان كثيراً ما يجلس في مجالسهم بحيث يراه الناس و لا يراه الأخ المتحدث فيرفع بذلك من مكانة المتحدث في نظر من حوله و لا يحرجه إذا ما رآه .
شعر بدنو أجله قبل أن يلم به المرض و هو يومذاك في الخامسة و الخمسين من العمر .. فصار يبكي و يدعو الله عزوجل قائلاً : " اللهم اجعلنا عبيد إحسان و لا تجعلنا عبيد إساءة " .
ثم يلتفت الى زوجه قائلاً : المسألة لوحت و قرب الأجل .. ثم يطمئنها بقول الواثق : سأزورك بعد الوفاة إن شاء الله .. و في بعض المرات كان يؤكد أن هذه الزيارة ستكون في اليقظة .
و لم يلبث أن ألم به المرض و لم يفلح التحامل على النفس رغبة في متابعة أمور الأيتام التي كان يعتبر المسؤول الأول عنها في عمله الرسمي و رغبة في متابعة حضور مجالس شيخه في المسجد و رغبة في متابعة جلسات من حوله ممن كانوا يلازمونه و اشتد المرض به و أقعده سريعاً في الفراش .
كانت الآلام مبرحة و كان يتلقاها بنفس صابرة لا تجزع و لا تهلع ..
صبر و احتسب حتى أنه كان يصيح من شدة الألم في المستشفى و لم تفارق الابتسامة وجهه الوضاء طيلة أيام مرضه الشديد .. كما أن السبحة لم تفارق يده و هو يذكر الله و كان يقول لمن حوله أن يستعين على آلامه برابطته بشيخه ..
و مازال على هذا الحال حتى انتقل إلى جوار ربه الكريم في 13 شعبان 1388 هـ الموافق 4- 11- 1968 م .
فصلي عليه في الجامع الأموي و دفن في مقبرة الدحداح في تربة الذهبية .
و بقيت رائة المسك أياماً تفوح من مكان وفاته في منزله كما شهد بذلك العديدون ..
غير أن لقاءه مع الأهل و الأحباب لم ينته بموته بل إنه كان يزورهم في المنام أحياناص بل و يزور بعض أهله يقظة و كأنه هو هو قبل أن يلم به المرض .. فقد زار أولاده يقظة عدة مرات و ينبه الواحد منهم الى ضرورة الاستعداد للموت بقوله "حضّر حالك " فلا يلبث قليلاً إلا أن يصير من سكان الأخرة .. كما أن زوجته رأته يقظة وفاء لعهده السابق و كان يقول لها : السلام عليكم ثم يتلو الأية الشريفة (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) فلا تتمالك نفسها من البكاء

هناك تعليقان (2):

  1. رحمه اللة رحمة واسعه تملأ السماء والأرض ومابينهما واسكنه فسيح جناتة ورزقنا الله واياكم ان نحشر معه ومع الصالحين من أمثاله من أهل الصدق واليقين ممن تحقق فيهم العبودية لله فبذلك كان عبدا ربانيا حيث ينطبق عليه حديث رب العزه ( ماذال العبد يتقرب الي بالنوافل حتي أجعلة عبدا ربانيا فكنت سمعه الذي يسمع به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها وجعلتة عبدا ربانيا يقول للشئ كن فيكون)صدقوا فصدق الله فيهم

    ردحذف
  2. رحمه الله أنسه الله عوضه الله الجنة وهو ممن قال فيهم الله سبحانه وتعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب 33 / 23]، جعلنا الله على طريقهم وحشرنا معهم تحت لواء النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

    ردحذف