الجمعة، 31 أكتوبر 2014

ألا يا نُجومَ اللَّيْلِ لا تَعْبَثي بِنا

ألا يا نُجومَ اللَّيْلِ لا تَعْبَثي بِنا ... فخَلِّ لنا الآفاقَ إذْ نَخْتَلِ عَتْمَا
لنخلَعَ في الحُبِّ العِذارى تهَتُّكاً ... وننظِمَ في أَشواقِ ساداتِنا نَظْمَا
ويا عَذَباتِ البانِ من جانِبِ اللِّوا ... أَفيضي لنا من نَشْرِ مِعْطارِهِمْ شمَّا
تُحارِبُنا الأَيَّامُ بالبُعْدُ عنهُمُ ... إلى كم أما قد آنَ أن نلْقَها سِلْمَا
وللقَلبِ أطوارٌ وفي الصَّبرِ مِنحَةٌ ... ولكنْ تَفانَى ما رأَيْنا له عَزْمَا
وجمرُ الجَوَى والبُعْدِ وَيْلاهُ والنَّوى ... أسالَ الدِّمَا منَّا وقد أوهَنَ العَظْمَا
كأنَّ وُرودَ النَّارِ في أَمرِ بعدِهِمْ ... من الغيبِ مَقْضِيًّا نَراهُ لنا حُتْمَا
وأيَّامِ قربٍ ساعَدَتْنا بوصْلِهِمْ ... وعُدوانِ أيَّامٍ قضَتْ هَجرَهُمْ ظُلْمَا
فَنينا بهِمْ عنَّا وعن كونِ غيرِنا ... ومن كانَ مرمِيًّا هلِ العَدْلُ أن يُرمَى
سَلامٌ عليهِمْ نحنُ طَوْعُ يَمينِهِمْ ... رَضِينا بما يَرْضَوْنَهُ في الهَوَى حَكْمَا
لعلَّ وليتٌ في المحبَّةِ أو عَسى ... شُؤُناتُ ظَنٍّ في الهَوَى امْتَلأَتْ وَهْمَا
نعمْ إنَّنا منهُمْ وفِطرَةُ جِنْسِنا ... غدَتْ عِلَّةً في النَّحوِ تستَلْزِمُ الضَّمَّا
وهذا هو المَأْمولُ من طَوْلِ عِزِّهِمْ ... جعلْناهُ في بدءِ النِّظامِ لنا خَتْمَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق