الجمعة، 31 أكتوبر 2014

الشيخ أمين سويد

الشيخ أمين سويد :
ولد عام 1855 - 1936 م

هو العلامة الفقيه الأصولي الصوفي اللغوي الذي نذر نفسه لإقراء العلوم الشرعية , فقام بتدريس الفقه الحنفي في جامع درويش باشا .. كما قام بتدريس مختلف العلوم في غرفته في دار الحديث التي أضحت محط أنظار طلبة العلم في عصره .
انتدب للتدريس في الكلية الصلاحية التي أنشأتها الحكومة العثمانية في القدس لتخريج القضاة و المدرسين .. و قام بالمهمة على خير وجه خلال سنوات الحرب العالمية الأولى و بقي مثابراً على عمله حتى أغلقها الإنكليز فقفل راجعاً إلى دمشق .
و لما عاد الى دمشق إختارته الحكومة العربية الفتية لمهمة العناية باللغة العربية في دوائر الحكومة و نشر الثقافة العربية العامة و وضع المصطلحات العربية للكلمات التركية التي كانت تتداولها ألسن الناس .

و في عام 1923 م عهد إليه بتدريس مادة أصول الفقه في معهد الحقوق العربي بدمشق فدرسه على صورة جعلته محط الأنظار .
ثم كلف بالتدريس في مكة المكرمة فبقي سنة واحدة و رحل بعدها إلى الهند للتدريس في مدرسة بومباي .
و لئن اختار الإقامة في القدس فاراً بدينه لما ظهر بدمشق من البدع بعد أن وسد الأمر إلى غير أهله فإنه عاد الى دمشق ليتم ما بدأه من مهمة تعليمية تصدى لها بكل ما أوتي من قوة . كما ثابر على التدريس و الوعظ في مسجد زيد بن ثابت مدة ثلاث سنوات و في جامع التعديل بحي القنوات و لم ينقطع عن إلقاء الدروس إلا ثلاثة أيام قبل وفاته .
لقد بذل كل ما يستطيع من جهد من أجل التمكن من العلوم الشرعية حتى صار من كبار علماء دمشق متقناً لكل علم حتى تحسبه من المتخصصين فيه .. تفرد في علم البحث و المناظرة و الأصول كما كان له باع طويل علم التصوف و الفرائض و التوحيد .. و قد بلغ به الإتقان العلمي حداً جعله يبزّ أقرانه و يفحم متحديه .
و لم يكن اتقانه لاستيعاب العلوم و حفظها بأقل من اتقانه لتعليم هذه العلوم و تدريسها فلقد عرف عنه أنه أتقن دروسه كل اتقان و أجاد في تقرير الدرس و عمل على إفهام طلابه عبارة النص مع تحليلاتها و إيضاحها .
ألف رحمه الله بعض الكتب و الرسائل المهمة مثل (تسهيل الحصول على قواعد الأصول ) و ( علوم القرآن و أصوله ) و ( رسالة في تاريخ القدس ) و لكن ثمرة نتاجه كانت في العلماء الذين تخرجوا به فصاروا أئمة في العلم و الدعوة إلى الله من أمثال الشيخ أبي الخير الميداني و الشيخ عبد الوهاب دبس و زيت و الشيخ محمد الهاشمي و الشيخ مكي الكتاني و غيرهم من أعيان العلماء كثير .
حدث عنه الشيخ السيد مكي الكتاني - رئيس رابطة العلماء - أنه و خلال رحلاته لقيه عالم فقال له أنتم - يعني العرب - ضيعتم العلم و ضيعتم الدنيا و أصبحتم منها صفر اليدين فأجابه قائلاً : اسألني عما شئت أجبك .. فقال ذلك الرجل غداً نجتمع في مكان كذا فاتفقا على الالتقاء و في المكان و الموعد المحدد حضر الشيخ أمين فوجد المجلس غاصاً بالعلماء و الأعلام فهابهم لولا أن الله تعالى ثبته و بعدما استقر به المجلس قال لصاحبه : تسأل أنت أم أسأل أنا ؟ فقال الرجل : بل اسأل انت , فألقى عليهم عشرين و مئة سؤال اختارها من أربعين علماً من كل علم ثلاثة أسئلة فعجزوا عن الجواب و استغرقت الأسئلة ساعتين فكم هو الزمن الذي يقتضيه الجواب يا ترى ؟

رحم الله الشيخ أمين و أعلى مقامه في أعلى عليين و نفعنا بعلومه و بركاته .
--------------------------
المصادر :
معجم المؤلفين - عمر كحالة
منتخبات التواريخ لدمشق - الحصني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق